أخر الاخبار

الزواج الثانى للنرجسي هل يكون سعيدا

الزواج الثانى للنرجسي هل يكون سعيدا

الزواج الثانى للنرجسي

موضوع حلقتنا اليوم يتعلق بالزواج الثاني بالنسبة للشخصية النرجسية، وكيف يتعامل النرجسيون في الزواج الثاني وهل ينجحون في ذلك أم لا؟ وهل يمكن أن يكون العيب فينا كأزواج؟

يتمحور الموضوع حول الشخصية النرجسية سواء كان ذلك الرجل الذي تزوج اثنين من النساء أو المرأة التي تزوجت للمرة الثانية. ومن المعروف أنه من أكبر المشاكل التي تواجه الضحية بعد زواج النرجسي للمرة الثانية هو الشعور بتغير سلوك النرجسي تجاه الزوجة الجديدة.

يتمثل الخطر في أن النرجسي يرى الزواج والعلاقات الزوجية بشكل سطحي ويستخدمها كوسيلة لتعزيز شخصيته ورفع مكانته في المجتمع. وعندما يتزوج مرة أخرى، يمكن أن يتمركز حول الحاجة إلى الحصول على الإعجاب والاعتراف من زوجته الجديدة، بدلاً من الاهتمام بالعلاقة نفسها واحترام شريكه.

الموضوع الذي سنتحدث عنه اليوم هو مشكلة خطيرة تواجه الكثير من الأشخاص المتعاملين مع الشخصية النرجسية، وهو الشعور بالذنب الذي يصيب الضحية بعد زواج النرجسي للمرة الثانية، وكيف يتم التعامل مع هذا الشعور وما هي الأسباب التي تؤدي إلى تغير النرجسي في العلاقة الجديدة.

يشعر الكثيرون من الضحايا بالذنب والتساؤل عن ما الذي قاموا به خطأً لجعل النرجسي يحتفظ بالسعادة والرومانسية في العلاقة الجديدة ولا يقوم بتجاهلهم كما حدث في العلاقة السابقة. ويشعر الضحايا أنهم لم يقدموا للنرجسي ما يكفي من الاهتمام والمحبة، ولذلك يتمتع النرجسي الآن بعلاقة جيدة مع الشريك الجديد.

ومع ذلك، يجب على الضحية أن تفهم أن التغيير في سلوك النرجسي يرجع إلى عوامل عديدة، يمكن أن تؤثر على العلاقة الجديدة بين النرجسي والشريك الجديد. ويمكن أن يكون من بين هذه العوامل، النضج والتعلم من العلاقة السابقة والسعي لتحسين العلاقة الجديدة بشكل أفضل، أو تشبث النرجسي بالماضي وعدم القدرة على تجاوزه، وهذا يمكن أن يؤدي إلى تغير سلوكه في العلاقة الجديدة.

نود الحديث اليوم عن موضوع هام يتعلق بسلوك النرجسي، وهو ما إذا كان يتغير أم لا. وعلينا أن نكون صادقين مع أنفسنا وأن نتقبل حقيقة أن النرجسي لا يتغير أبدًا، حتى لو دخل في علاقات جديدة. وهذا يعني أن المراحل التي مرت بها الضحية مع النرجسي في العلاقة السابقة هي نفس المراحل التي ستمر بها الضحية الجديدة، حتى يستطيع النرجسي استغلالها وجذبها إلى فخه.

ولكن، يمكن أن يبدو النرجسي سعيدًا ومختلفًا في علاقته الجديدة بسبب المرحلة التي يعيشها مع الشريك الجديد، حيث يعيش في مرحلة الاغراق العاطفي بالحب والسعادة والاهتمام، وهذا ما مرت به الضحية السابقة في مرحلة بداية العلاقة مع النرجسي.

ولكن، يجب على الضحية أن تتذكر أن هذه المرحلة ليست دائمة، وأن النرجسي سرعان ما سيعود إلى سلوكه القديم حيث يستغل الشريك ويتجاهله. ولذلك، يجب على الضحية الجديدة أن تكون حذرة وتتعلم من تجاربها السابقة مع النرجسي وتجنب الوقوع في فخه مرة أخرى.

يعيش النرجسي حاليًا مرحلة الغرق العاطفي مع الضحية الجديدة، وذلك بهدف التعلق بها والسيطرة على مشاعرها. ويتم ذلك من خلال إغرائها بالحب والاهتمام والمعاملة الراقية دون أي حساب، ولكن بعد ذلك يتبع النرجسي المراحل الأخرى التي مرت بها الضحية السابقة، وهي سحب الاهتمام وقلة القيمة والالقاء والتخلي، ومن ثم يتبع ذلك مرحلة الاستعادة المؤقتة للعلاقة.

وبشكل عام، فإن الظروف يمكن أن تختلف بين الضحية السابقة والضحية الجديدة، ولكن الموضوع الأساسي واحد وهو أن النرجسي لا يتغير ويستمر في استخدام نفس الأساليب والأساليب التي استخدمها مع الضحية السابقة. ولذلك، يجب على الضحية الجديدة أن تكون حذرة وتتعلم من تجاربها السابقة وتجنب الوقوع في فخ النرجسي، وأن تتذكر أن العيب ليس فيها بل هو في النرجسي الذي يعمل على اختيار ضحاياه بحذر.

النرجسي لا يتغير أبدًا، وسيستمر في سلوكه وأسلوبه طوال حياته، ولكن قد تشعرين بأنه قد تغير إذا كنتِ تشاهدينه في مرحلة الاغراء العاطفي الأولى.

بعد كل ما قدمتِه للنرجسي، ستشعرين بالحزن والأسى عندما يخونك بكل سهولة ويتخلّى عنكِ. ولكنه سيتزوج امرأة أخرى وسيعيش معها في الحب والسعادة، ولكن هذا مجرد مرحلة في العلاقة الجديدة التي يعيشها.

من الأمور المهمة جدًا التي يجب أن تتذكريها هي أن النرجسي لا يحب أحدًا، ولم يحبكِ أبدًا، ولن يحب أحدًا غير نفسه. وهو يستخدم التلاعب والخداع والتمثيل لتحقيق أهدافه وإشباع شعوره الوهمي بالانتصار والسيطرة.

حتى الضحية الجديدة التي يعيش معها النرجسي الآن، ليس لها أي ذنب، ولم تتعرف على حقيقته بعد، ولكنها ستعرف الحقيقة عندما يخونها النرجسي أيضًا، لأن هذا هو طبيعة النرجسي. وإذا ارتبط النرجسي بامرأة جديدة كل يوم، فإنه سيستمر في تمثيل نفس الدور وسلوكه الذي يقوم به مع كل ضحية جديدة، لضمان حصوله الدائم على ما يحتاجه من ضحاياه.

النرجسي لا يشعر بالتعب أو الشبع من إيذاء وتدمير المحيطين به، ويستمر في سلوكه الضار والمؤذي دون توقف. ولكن ستلاحظين أن العلاقة الجديدة التي يدخل فيها النرجسي قد تتغير قليلاً، وقد يتعامل مع الشخص الجديد بطريقة مختلفة، ولكن الهدف لا يزال هو نفسه والمراحل التي يمر بها الشخص الجديد هي نفس المراحل التي مرت بها أنتِ.

عندما يحاول النرجسي سحب الضحية الجديدة إلى دائرته، فإنه يبحث عن ما يحبها ويقدمه لها، بغض النظر عن ما قد يكون، حتى لو كانت هذه الأشياء لا تتناسب مع شخصيته السابقة. ولذلك، عندما تلاحظين كيف يتعامل النرجسي مع الضحية الجديدة، ستشعرين بأنه قد تغير وأنه يتعامل معها بشكل مختلف تمامًا عن الطريقة التي تعامل بها معكِ.

ولكن الحقيقة هي أن النرجسي لم يتغير، بل يغير طريقة تعامله ويبحث عن الطريقة التي تناسب الضحية الجديدة للسيطرة عليها. فهو إنسان مخادع ومعدوم المبادئ، ويستخدم أي طريقة يجدها لتحقيق أهدافه بغض النظر عن شكلها.

لذلك، عليكِ أن تكوني حذرة وتتذكري أن النرجسي لا يتغير، وستواجهين نفس الأمور التي واجهتِها مع الضحية الجديدة في الماضي.

إذا كان النرجسي لم يكن يؤدي الصلاة معكِ في الماضي وتقابلتِ به الآن وهو يصلي، فهذا لا يعني بالضرورة أنه قد تغير بالفعل. فالنرجسي ماهر جدًا في استخدام الأقنعة، حيث يستخدم القناع المناسب لكل ضحية له، ويتعامل معها بطريقة تناسبها.

النرجسي يشبه الحرابي الذي يتلون باستمرار بألوان مختلفة حسب طبيعة المكان الذي يتواجد فيه. وهذه هي طبيعة النرجسي بالضبط.

وبالنسبة لسؤالك عن سعادة النرجسي في العلاقة الجديدة، فعلى الأرجح لا يشعر النرجسي بالسعادة الحقيقية في العلاقة الجديدة، حتى لو تبدو عليه علامات السعادة والفرح. فالنرجسي ليس لديه مشاعر حقيقية، بل مشاعره مزيفة ووهمية، وتكون لهدف معين عنده. ولذلك، حتى لو بدا أنه سعيد في العلاقة الجديدة، فهذا قد يكون بسبب أنه يؤدي مهمة معينة وليس بسبب شعوره الحقيقي بالسعادة في العلاقة.

إذا كان النرجسي يعيش على الأمداد والغذاء الذي تقدمه له الضحية الجديدة، فهذا يعني أن الضحية تعلقت به وتقدم له الأشياء التي يحتاجها، مثل الإطراء والاهتمام. وهذه الأشياء قد فقدها النرجسي عندما انتهت علاقته مع الضحية السابقة.

وبالنسبة لسؤالك عن ما إذا كان النرجسي يفكر في العلاقة السابقة أو يشتاق إليها، فالحقيقة هي أن النرجسي ليس لديه مشاعر حقيقية. فالنرجسي يعيش في عالم من الواهم والتصورات الخاصة به، ولا يشعر بالوحدة أو الشوق أو حتى الحب بالشكل الذي نشعر به نحن كبشر. فإذا كان النرجسي يشتاق إلى شيء، فهو بالأساس يشتاق إلى ما يمكن أن يحقق له هذا الشيء، وليس للشيء نفسه.

وبالتالي، إذا كان النرجسي يشعر بالفرح والسعادة في العلاقة الجديدة، فهذا بالأساس لأنه يحصل على الأمداد والغذاء الذي يحتاجه، وليس لأنه يشتاق إليكِ أو لأنه يحبكِ. وإذا شعر بأي شيء آخر، فهو بالأساس يشعر به لأنه يخدم هدفه الخاص، وليس لأنه لديه مشاعر حقيقية تجاهكِ.

وبالنسبة لسؤالك الآخر، فإذا شعر النرجسي بالشوق أو الحنين إلى العلاقة السابقة، فهذا بالأساس بسبب ما كنتِ تقدميه له، وليس لأنه يحبكِ بشكل حقيقي. فالنرجسي يعيش في عالم من الوهم والتصورات الخاصة به، ولا يمكنه الشعور بالمشاعر الحقيقية كما يشعر بها البشر العاديون.

إذا كان النرجسي لا يتذكرك إلا كخادمة له، وإذا كان يسيطر على حياتك بالكامل ويحكم عليك بطريقة تامة، فهذا يعني أنك تعيشين معه باستسلام كامل، وأنه لن يتذكرك إلا عندما يحتاج إلى الغذاء والأمداد الذي كنتِ تقدمينه له. وإذا شعرتِ بأن النرجسي لا يتذكرك، فلا تعتقدي أن هذا يعني أنكِ لستِ جيدة بما فيه الكفاية، بل هذا يعني أن النرجسي لا يفكر إلا في نفسه وفي احتياجاته الخاصة.

وقد يتساءل البعض عما إذا كان النرجسي يحب الشخص الذي يتزوجه أو يرتبط به، والحقيقة هي أنه لا يهتم بحب الشخص الذي يتزوجه، بل يرتبط بالشخص الذي يمكنه تلبية طلباته ورغباته ويسمح له بالسيطرة والتحكم الكامل فيه. وإذا كان النرجسي يشعر بالفرح والاستقرار في العلاقة، فهذا بسبب أنه يحصل على ما يحتاجه، وليس لأنه يحب الشخص الذي يرتبط به.

ولذلك، إذا شعرتِ بالحزن بسبب العلاقة السامة التي كنتِ تعيشينها مع النرجسي، فلا تنظري إلى الأمور السلبية فقط، بل حاولي أن تشكري الله على إنقاذك من هذه العلاقة السامة والتي كانت تسبب لك الألم والإحباط. وعلى الرغم من أنه قد يكون هناك خسائر، إلا أنه من الأفضل أن تعيشي حياتك بطريقة صحيحة وسعيدة بدلاً من العيش في ظل اساءة واهانة.

ومن الصعب على النرجسي ترك ضحيته بسهولة، إلا إذا شعر بأنه لم يعد قادراً على التعامل معها أو إذا أدركت الضحية حقيقة النرجسي وفهمته. وإذا كان لديكِ الأمل في أن النرجسي لن يترككِ، فلا تفكري في ذلك، بل حاولي أن تظهري قوتك وتصمدي أمام محاولاته للسيطرة عليكِ، وسوف يدرك النرجسي أنه لم يعد قادراً عليكِ وسيترككِ بالتدريج.

إذا استمرت الضحية في علاقتها مع النرجسي وتقبلت منه كل الإهانات والإساءات، فإن النرجسي سيمل منها في النهاية ويتركها، ولا يتذكرها إلا كوسيلة لتلبية احتياجاته الخاصة. ويجب على الضحية أن تعرف أن النرجسي سيبدأ في إظهار سعادته وعلاقته الجديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، لأنه يعتقد أن الضحية تتابعه ويريد أن يظهر لها كيف تسير حياته بشكل أفضل بعد انفصالهما.

ويجب أن تعلم الضحية أنها يجب أن تقطع الاتصالات بالكامل ولا تبحث عن أي معلومات تخص النرجسي لأن ذلك سيؤدي إلى تعذيبها نفسيًا. ويجب أن تظهر الضحية سعادتها وفرحتها بعد الانفصال، وهذا سيجعل النرجسي يشعر بالإحباط والفشل، ولكن يجب الابتعاد عن التعبير عن الحزن والأسف.

والأهم من ذلك، يجب أن تحافظ الضحية على نفسها ولا تسمح للنرجسي بتعذيبها مرة أخرى، ويجب عليها أن تنتبه لعلامات النرجسية في العلاقات المقبلة وتتجنب السقوط في نفس الفخ.

يجب أن تقفلي في وجه النرجسي أي بابٍ يمكن أن يدخلك منه، إذا فكر في استعادة العلاقة أو استرجاعك للعلاقة مرة أخرى. عليكِ ألا تعطيه أي فرصة لإعادة تكرار العلاقة السامة مرة أخرى.

يجب أن تعلمي أن سبب انتهاء العلاقة كان لأنكِ والنرجسي لم تكونا متناسقين، فاحرصي على الحفاظ على كرامتكِ وقيمتكِ، ولا تنظري إلى الوراء أبدًا. احمدي الله على انتهاء العلاقة السامة وإنقاذ حياتكِ، فأنتِ تستحقي شخصًا يحافظ عليكِ وحياةً أفضل وتصوني كرامتكِ.

ولا تفكري في الماضي، فكلما فكرتِ في ذلك، ستسببين لنفسكِ إساءةً جديدةً وتؤثِّرين على كرامتكِ. لذا، تذكَّري أن التفكير في الماضي يسبب لكِ إيذاءً جديدًا. هذا كان موضوع حلقتنا اليوم، وأتمنى أن تكونوا استفدتم منها، ونلتقي في حلقة جديدة حول النرجسية. شكرًا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -