أخر الاخبار

اهم شيئين سيكونان سببا في تدمير النرجسي

اهم شيئين سيكونان سببا في تدمير النرجسي

اهم شيئين سيكونان سببا في تدمير النرجسي 

يعتبر النرجسي أسوأ عدو للإنسان، ولا بدَّ من أن نفهم أننا لا يمكن أن ننجو منه إذا ما فكرنا في العودة إلى العلاقة النرجسية السامة.

النرجسي في النهاية يسلك طريقًا لا يؤدي إلى الخير، وسلوكه الذي يسير عليه يدمره في النهاية. يبدو أن النرجسي مبرمج على ارتكاب أفعال شريرة ومسيئة، بغض النظر عن الطرق التي يستخدمها النرجسيون. ولكن، فاسد وشرير هو الشخص الذي يحمل داخله النرجسية.

بالتأكيد، هناك العديد من الأشياء التي يمكن أن تدمر النرجسي، ولكن هناك اثنتان من المشاعر الأساسية التي يمكن أن تدمر النرجسي وأي شخص يحمل الصفات النرجسية السامة داخله.

هذين الشعورين هما نوعان من المشاعر، وقد يكونان موجودين بشكل معين عند أي شخص، ولكن النرجسي يمتلك هذين الشعورين بشكل مفرط، ويكونان موجودين بشكل أكبر في أسلوب حياته. عندما يكون هذان الشعورين موجودين عند الأشخاص الطبيعيين، يكونان عاديين وغير مؤذيين، بينما يكونان في النرجسي مؤذيين للغاية.

في هذه الحلقة سأتحدث عن هذين الشعورين الموجودين في النرجسي، والتي بالتأكيد ستكون سببًا في تدميره

الشعور الأول أو العاطفة الأولى التي يشعر بها النرجسي هي الحسد.

الحسد، يا جماعة، هو الشعور الذي ينتابك عندما تشعر بالإحباط الشديد بسبب صفات معينة في شخص آخر، وتكون حاقدًا عليه بسبب وجود هذه الصفات فيه، أو بسبب أن الشخص الآخر يحظى بحظ أفضل من حظك في الحياة.

هذا ما يشعر به النرجسي كل يوم، شعور بالاستياء الدائم من صفات أو أشياء موجودة في شخص آخر، ويشعر النرجسي أنه لا يمتلك هذه الصفات.

على الرغم من كل ما يحظى به النرجسي في حياته، إلا أنه يبقى يشعر بهذا الشعور الرهيب وهو الحسد، وذلك بسبب شعور النرجسي الرهيب بالاستحقاق، وأنه يستحق كل شيء عند أي شخص، بينما لا يستحق الآخرون أي شيء، وهذا ما يجعل النرجسي يستكثر على النعمة التي يملكها.

النرجسي دائمًا يشعر برغبة فظيعة في امتلاك أي شيء عند غيره، ولذلك فإن سبب حسد النرجسي هو رغبته في امتلاك كل شيء في يد الآخرين، حتى ولو كان ذلك بدون سبب واضح، فقط لأن النرجسي يريد ذلك.

النرجسي لا يشعر أبدًا بالرضا، كل ما يعرفه هو أنه يريد هذا الشيء ويريده بشدة، وهذا ما يجعله يشعر بالحسد والاستياء الدائم.

عندما يكون النرجسي في حياته، فإنه يعتمد على الغش والسرقة، وحياته دائمًا ما تكون غير كاملة، بل تحوي نقصًا دائمًا.

لذلك، بغض النظر عن من تكون وما تكون، يجب على النرجسي أن يجد شيئًا يكون طمعانًا فيه ويريد الحصول عليه منك، سواء كانت هذه الشيء ماديًا، مثل منزلك أو سيارتك، أو شخصيًا، مثل زوجتك أو زوجك أو أطفالك أو حتى وظيفتك أو أصدقائك.

ومن الممكن أن يشمل ذلك شخصيتك نفسها أو مستوى تعليمك أو طيبتك أو المشاعر الطيبة التي تحملها.

ويحسد النرجسي الشخص الصادق، ومن المؤكد أنه سيحاول استغلاله والتلاعب به وإيذائه.

يود أن يكون صادقًا مثله، وأن يشعر بالرضا عن حاله ونفسه، ولكنه لا يستطيع ذلك.

ويحسد النرجسي على لحظات الفرح والسعادة الحقيقية في حياتك، رغم بساطتها.

ومع مشاعر الحسد السلبية، يشعر النرجسي بالغضب الذي يجعله يغرق في مشاعره المؤذية.

ويستمر الحسد في أكل النرجسي ويؤثر على صحته، طالما كان حيًا.

ويحتاج النرجسي دائمًا إلى القناع الذي يغطي مشاعره السلبية السيئة، وهذا القناع غالبًا هو الابتسامات المزيفة التي لا تكون صادقة.

ومع مرور الوقت، يصبح شعور الحسد مكبوتًا في النرجسي حتى يدمره تمامًا ويؤدي إلى نهايته.

وذلك بسبب أن النرجسي لا يشعر بالسعادة أبدًا، ولا يعيش في سلام نفسي ورضا.

الشعور الثاني الذي يدمر النرجسي هو شعوره بالفخر بشخصيته المزيفة وغير الحقيقية. 

فالنرجسي يملك كمية هائلة من الغرور الذي لا حدود له، ويقنع نفسه قبل أن يقنع الآخرين بأنه هو الأفضل ولا يوجد شخص يستطيع القيام بما يفعله، ولا يوجد شخص ناجح مثله.

ويكون النرجسي فخورًا بشخصيته المزيفة بشكل جنوني، وعندما يقوم بأي شيء، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا، يريد من كل من حوله أن يتحدث عنه بإعجاب كبير، وهذا ما يغذي شعوره بالاستحقاق، ويجعله يشعر بأنه يستحق التقدير والمدح، وأن الأشخاص يجب أن يتحدثوا عنه بإعجاب.

وعندما يصل النرجسي إلى هذا المستوى، يعتقد أنه هو الأفضل وأن جميع الآخرين دونه، وأنه ليس فقط يستحق كل شيء جيد، بل أيضًا أنه يستحق كل شيء عند الآخرين.

ويجعل الإعجاب الذي يشعر به النرجسي بنفسه يرغب في السيطرة على الجميع، ويجعله يعتقد أنه يمكنه التحكم في كل شيء والجميع.

ويجعل الإعجاب الذي يشعر به النرجسي بنفسه يفكر في نفسه أكثر من أي شيء آخر، وهذا يجعله لا يمكنه أبدًا التفكير في عيوبه أو سلبياته أو قبول الانتقادات من أي شخص، لأن النرجسي يمتلك كمية من الغباء.

الإعجاب الشديد لنفسه يجعل النرجسي يعتقد أنه مثالي للغاية وأنه لا يوجد شخص مثله، حتى الأخطاء التي يرتكبها يعتبرها مثالية بحيث لا يمكن لأي شخص أن يلومه أو ينتقده.

ويجعل هذا الإعجاب الشديد بنفسه يجعله لا يستطيع الاعتراف لنفسه بأن لديه مشاكل، ولا يضع مصلحة أي شخص آخر قبل مصلحته الشخصية، ولا يفكر في أي شخص غير نفسه.

ويجعل هذا الإعجاب الشديد بنفسه لا يتخذ أي إجراء يساعده على تحسين نفسه أو علاج أخطائه، بل تصرفاته دائمًا تسعى لتدمير الآخرين حوله، وهذا يجعل الإعجاب الشديد بنفسه يكون سببًا في تدميره في النهاية.

والحسد والإعجاب بالنفس هما مشكلة خطيرة لدى النرجسي، وقد يكون حتى الأمر البسيط هو سبب في تدميره. ويمكن أن يكون الإعجاب الشديد بنفسه والحسد سببًا في تدمير عقله وجسده وروحه.

ويقوم النرجسي برسم حياة لنفسه تنتهي بتدميره بأكثر من طريقة، ويمكن اعتبار النرجسي قنبلة موقوتة مضبوطة على وقت معين لتدمير نفسه.

وآمل أن تكون رسالتي قد وصلت، وأنكم استفدتم من هذه الحلقة، ونتمنى أن نلتقي في الحلقة القادمة مع موضوع جديد حول النرجسية. شكرًا لكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


تعليقات



    حجم الخط
    +
    16
    -
    تباعد السطور
    +
    2
    -